الأربعاء، يناير 21، 2009

ارحل وعارك فى يديك




ارحل وعارك فى يديك .. فاروق جويدة فى وداع بوش



كل الذي أخفيته يبدو عليك ...

كل الذي أخفيته يبدو عليك ...

فاخلع ثيابك وارتحل ...

اعتدت أن تمضي أمام الناس دوماً عارياً ...

فارحل وعارك في يديك ...

لا تنتظر طفلاً يتيماً بابتسامته البريئة أن يُـقبّـل وجنتيك ...

لا تنتظر عصفورة بيضاء تغفو في ثيابك ربما سكنت إليك ...

لا تنتظر أماً تـُطاردها دموع الراحلين لعلها تبكي عليك ...

لا تنتظر صفحاً جميلاً فالدماء السودُ مازالت تلوث راحتيك ...

وعلى يديك دماء شعب آمنٍ مهما توارت لن يُـفارق مـُقلتيك ...

كل الصغار الضائعين على بحار الدم في بغداد صاروا وشم عارِ في جبينك كلما أخفيته يبدو عليك ...

كل الشواهد فوق غزة والجليل الآن تحمل سُخطها الدامي وتلعن والديك ..

ماذا تبقى من حشود الموت في بغداد قل لي لن يعد شيء لديك ...

هذه نهايتك الحزينة بين أطنان الخرائب والدمار يلف غزة والليالي السود شاهدة عليك ...

فارحل وعارك في يديك ...

الآن ترحل غير مأسوف عليك ...

ارحل وعارك في يديك ...

انظر إلى صمت المساجد والمنابرتشتكي ويصيح في أرجائها شبح الدمار

انظر إلى بغداد تنعي أهلها ويطوف فيها الموت من دارِ لدار ...

الآن ترحل عن ثرى بغداد خلف جنودك القتلى وعارك أي عار ...

مهما اعتذرت أمام شعبك لن يُـفيدك الاعتذار ...

ولمن يكون الاعتذار ... ؟

للأرض ... للطرقات ... للأحياء ... للموتى ... وللمدن العتيقة ... للصغار

لمن يكون الاعتذار ...؟

لمواكب التاريخ ... للأرض الحزينة ... للشواطيء ... للقفار ...

لعيون طفل مات في عينيه ضوء الصبح واختنق النهار ...

لدموع أم لم تزل تبكي وحيداً صار طيفاً ساكناً فوق الجدار ...

لمواكب غابت واضناها مع الأيام طول الانتظار ...

لمن يكون الاعتذار ...؟

لأماكن تبكي على أطلالها ومدائن سارت بقايا من غبار ...

لله ... حين تنام في قبر وحيداً والجحيم تلال نار ...

ارحل وعارك في يديك ...

لا شيء يبكي في رحيلك رغم أن الناس تبكي عادةً عند الرحيل ...

لا شيء يبدو في وداعك ... لا غناء ... ولا دموع .. ولا صهيل ...

مالي أرى الأشجار صامتة وأضواء الشوارع أغلقت أحداقها واستسلمت لليل والصمت الطويل ...

مالي أرى الأنفاس خافتةً ووجه الصبح مكتئباً وأحلاماً بلون الموت ترقد خلف وهم مستحيل ...

اسمع جنودك في ثرى بغداد ينسحبون في هلع ...

فهذا قاتل ينعي القتيل ...

جثث الجنود على المفارق بين مأجور يعربد أو مـُصاب يدفن العلم ذليل ...

ماذا تركت الآن في بغداد من ذكرى على وجه الجداول غير دمع كلما اختنقت يسيل ...

صمت الشواطيء ... وحشة المدن الحزينة ... بؤس أطفال صغار ...

أمهات في الثرى الداري ... صراخ أو عويل ...

طفل يفتش في ظلام الليل عن بيت توارى يسأل الأطلال في فزع ولا يجد الدليل ...

سرب النخيل على ضفاف النهر يصرخ ...

هل ترى شاهدت يوما غضبة الشطآن من قهر النخيل ...

الآن ترحل عن ثرى بغداد تحمل عارك المسكون بالنصر المزيف وحلمك الواهي الهزيل ...

ارحل وعارك في يديك



تحياتي
فراشه الشتاء

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

اسمحي لي يا أميره كل الاكوان والازمان
ان اهديك كلمات لاجلك
اغنيه بتحبيها

أشهد أن لا امرأة اتقنت اللعبة إلا أنت واحتملت حماقتي عشرة أعواماً كما احتملت
واصتبرت علي جنوني مثلما صيرتي وقلمت اظافري ورتبت دفاتري وأدخلتني روضة الأطفال إلا أنت أشهد أن لا امرأة تجتاحني فى لحظات العشق كالزلزال تحرقني تغرقني تشعلني تطفئني تكسرني نصفين كالهلال وتحتل نفسي أطول احتلال واجمل احتلال إلا أنت يا امرأة أعطتني الحب بمنتهى الحضارة وحاورتني مثلما تحاور القيثارة تطير كالحمامة البيضاء فى فكري إذا فكرت تخرج كالعصفور من حقيبتي إذا أنا سافرت تلبسني كمعطف عليها فى الصيف والشتاء أيتها الشفافة اللماحة العادلة الجميلة أيتها الشهية البهية الدائمة الطفولة أشهد أن لا امرأة على محيط خصرها تجتمع العصور وألف ألف كوكب يدور أشهد أن لا امرأة غيرك يا حبيبتي على ذراعيها تربى أول الذكور وآخر الذكور إلا أنت

سهر الليالي يقول...

ميرسي خالص علي الاهداء
انا فعلا بحب الاغنيه دي جدا
واتمني كنت تقول انت مين
لان واضح انك حد يعرفني كويس
واعتقد اني عرفت مين

ســـــــهــــــــــر يقول...

طبعا انا من عشاق فاروق جويده
و القصيده جميله
بس انا جيت عشان كنت عاوزه اعلق على البوست الجديد اللى اثار فيا الشجن
لكن للاسف ما لقيتش انه مسموح التعليق عليه


دومى فراشه متألقه

سهر الليالي يقول...

سهر

ميرسي يا قمر علي وجودك
انتي دايما بتوحشيني

فاروق جويده عشقي ايضا

اسفه لاني قفلت الرد لان البوست كان خاص شويه لشخص معين

تحياتي
فراشه الشتاء